تقرير ل"سكاي لاين" يرصد انتهاكات حكومية ضد الصحفيين في خضم جائحة كورونا

ستوكهولم- رصدت مؤسسة "سكاي لاين" الدولية في تقرير لها فرض حكومات عربية قيودا مشددة على عمل الطواقم الصحفية والإعلامية وإعاقة عملهم في خضم أزمة تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
وقالت المؤسسة الدولية التي تتخذ من ستوكهولم مقرا لها، إنه لا يجب اتخاذ مجابهة جائحة كورونا ستارا لانتهاكات الحق بحرية العمل الإعلامي الحر والحقوق الأساسية في نشر المعلومات والتعبير عن الرأي.
وأضافت أنه في هذا الوقت المشحون بالتوتر والقلق على الصحة العامة بفعل تفشي جائحة كورونا فإن من واجب السلطات ضمان الالتزام بالشفافية وتدفق المعلومات الدقيقة والتمسك المبادئ الدولية لحقوق الإنسان بما في ذلك حرية الإعلام.
وأكدت أن مخاطر أزمة جائحة كورونا لا تتعلق بالصحة العامة بحسب بل تهدد الحريات العامة وحرية الصحافة بفعل الممارسات الحكومية الحاصلة، مشددة على أن مجابهة الجائحة يتطلب تمكين الإعلام من نقل صورة الواقع على الميدان من دون قيود.
وذكرت "سكاي لاين" أنها وثقت عدة حالات اعتقالات واحتجاز صحافيين ووقف آخرين عن العمل وتعليق رخصة عمل وسائل إعلام محلية ودولية بقرارات حكومية لا تستند لمبرر قانوني وذلك على خلفية التغطية الإعلامية لتطورات تفشي الجائحة.
ففي التاسع من نيسان/أبريل الجاري أوقفت السلطات الأردنية مدير عام قناة "رؤيا" المحلية فارس الصايغ، ومدير الأخبار ومقدم برنامج "نبض البلد" محمد الخالدي لمدة 14 يوماً على خلفية تقرير استطلاعي بثته لمواطنين يعملون بالأجر اليومي يشتكون من تضرر أعمالهم بسبب التدابير الاحترازية من تفشي فيروس كورونا.
واستعرض التقرير مقابلات تلفزيونية لمواطنين يشكون من الوضع الاقتصادي بسبب حظر التجول في الأردن وعدم قدرتهم على تأمين لقمة العيش لأسرهم، ملوحين باللجوء إلى تجارة المخدرات والسرقة في حال لم يسمح لهم بالعمل، مما اعتبرته السلطات إساءة لمحاولات الدولة وجهودها في السيطرة على وباء كورونا.
وفي الثالث من الشهر الجاري أصدرت هيئة الإعلام والاتصالات الحكومية في العراق قرارا بتعليق عمل مكتب وكالة "رويترز" العالمية للأنباء في البلاد لثلاثة أشهر بدعوى "خرق المهنية"، بعد تقرير للوكالة تحدث عن إخفاء العراق الأعداد الحقيقية للمصابين بفيروس كورونا.
وفي الثاني من الشهر الجاري، تم احتجاز ثلاثة صحفيين والتحقيق معهم في الجزائر على خلفية تحقيق صحافي عن أخطاء في تحاليل معهد باستور المرجعي، حول الإصابات بفيروس كورونا. ووجه قاضي التحقيق للصحافيين الثلاثة تهم المساس بالوحدة الوطنية وعرض منشورات من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية، وأصدر بحقهم قرارا بوضعهم قيد الرقابة القضائية.
من جهتها أصدرت "الإدارة الذاتية" لشمال وشرق سوريا التي تعمل تحت سلطة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في الثاني من الشهر الجاري، قراراً بإيقاف عمل صحفيين اثنين على خلفية تغطية صحفية لها علاقة بفيروس كورونا.
وفي تونس تم القبض على مراسل إذاعة "شمس أف أم" في محافظة نابل التونسية منتصر ساسي، والتحقيق معه لمدة ثلاث ساعات في أحد المراكز الأمنية بسبب التقاطه صوراً لعملية نقل رجل أعمال تونسي وزوجته إلى الحجر الصحي الإلزامي، بعد قرار قضائي في هذا الشأن.
ونددت "سكاي لاين" بشدة بالانتهاكات المذكورة واعتبرته خرقا صريحا لحرية الصحافة، مؤكدة أن القيود الحكومية على وسائل الإعلام يمكن أن تحد من نشر المعلومات التي تساعد على وقف انتشار الفيروس.
وشددت على أنه بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان فإن السلطات في الدول العربية مُلزمة بحماية الحق في حرية التعبير، بما في ذلك الحق في التماس واستلام ونشر جميع أنواع المعلومات، بغض النظر عن أيّة حدود.
ونبهت إلى أن تعزيز جهود مكافحة جائحة كورونا تتطلب التزام الشفافية وحماية حرية العمل الإعلامي وتعزيزه، وأي قيود على حرية التعبير لأسباب تتعلق بالصحة العامة، يجب ألا تعرض هذا الحق للخطر.
ودعت "سكاي لاين" إلى إنهاء أي قيود على عمل الصحفيين والإفراج عن المعتقلين منهم على خلفية تغطيتهم لجائحة كورونا وأن تحترم السلطات الحق في حرية التعبير والوصول إلى المعلومات، وأن تقيّدهما فقط في إطار ما تسمح به المعايير الدولية.