تغذي العنف وتفتقد للمعايير المهنية.. تقرير ل"سكاي لاين" يرصد ظاهرة برامج المقالب والكاميرا الخفية في رمضان

ستوكهولم- أصدرت مؤسسة "سكاي لاين" الدولية اليوم تقريرا مختصرا يرصد ظاهرة برامج المقالب والكاميرا الخفية التي تحتل مساحة كبيرة من برامج الفضائيات العربية خلال شهر رمضان وسط شبهات تورط مضمونها بتغذية العنف وغياب المعايير المهنية والضوابط الأخلاقية.
وقالت المؤسسة الدولية التي تتخذ من ستوكهولم مقرا لها، إن الترويج الواسع لبرامج المقالب والكاميرا الخفية يأتي كجزء من منظومة الترفيه والتسويق لجذب الإعلانات؛ نظرًا لنسبة المشاهدة العالية التي تحوزها.
وأشارت إلى أنه غالبا ما يرافق بث هذه البرامج حالة من الجدل، حول أهداف هذه البرامج والقيم التي تروجها ومدى التزامها بالمعايير المهنية بالمقارنة مع التكلفة الباهظة لإنتاجها.
ونبهت "سكاي لاين" إلى أن أهم ما يميز النشاط الإعلامي الناجح، أيًّا كانت وسيلته؛ المصداقية والموضوعية والالتزام بالضوابط الاخلاقية والمهنية، ومراعاة المسؤولية الاجتماعية.
وأشارت إلى أنه في شهر رمضان الحالي 2020، تتنافس 5 برامج مقالب هي: "رامز مجنون رسمي"، و"خلي بالك من فيفي"، و"محدش فاهم حاجة"، و"المهزراتية" و"البروفة"، فيما يلاحظ أن بعضها يتضمن مشاهد ترقى إلى العنف والتعذيب، فضلا عن الإهانات والحط الكرامة الإنسانية.
وباستقراء ما تقدمه برامج المقالب، لاحظت "سكاي لاين" أن تلك البرامج تتميز بالتكلفة العالية لإنتاج هذه البرامج، وغياب الرسائل القيمية في المحتوى والإسفاف في اللغة واستسهال توجيه الإهانات والمس بالكرامة الإنسانية.
وأشارت إلى أنه في ظل تمتع تلك البرامج بنسبة مشاهدة كبيرة، فإنها تتسم بضعف المصداقية ويتم فيها خداع الجمهور والتلاعب بالمشاعر الغرائزية، وتفتقر أغلبها إلى المعايير الأخلاقية والمهنية، وتغيب عنها المسؤولية الاجتماعية.
وعليه أوصت مؤسسة "سكاي لاين" الدولية بوضع ميثاق شرف إعلامي مهني وأخلاقي لبرامج المقالب الكوميدية؛ يضمن وقف الإسفاف الإعلامي.
وأكدت على الحاجة إلى وضع معايير لاختيار الأفكار المراد معالجتها، انطلاقا من معايير مهنية وقيمية؛ وبما يستند للمسؤولية الاجتماعية، وإعادة النظر في طبيعة البرامج التي يغلب عليها العنف والسخرية والحط بالكرامة الإنسانية؛ لجهة تقديم برامج تحمل رسائل إيجابية وتعزز القيم البناءة في المجتمع.
ودعت كذلك إلى التصدي للبرامج التي تدعو للعنف وتخاطب الغرائز، وتقوم على البذخ الإعلامي والإنفاق الهائل دون جدوى حقيقية، والتوجه لإجراء دراسات محكمة حول مخاطر وتأثيرات برامج المقالب الحالية ومخاطرها على الجمهور وتغذية سلوك العنف لدى الأفراد.