تقرير لـ "سكاي لاين " يرصد أثار خطاب الكراهية على مواقع التواصل الإجتماعي ويناقش سبل مواجهته

مدريد- أصدرت مؤسسة سكاي لاين اليوم الأحد 4 أبريل/نيسان 2021 تقريرا رصدت فيه خطاب الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي وأثاره على أرض الواقع وعرضت أمثلة لعدة دول يمارس فيها هذا الخطاب ثم طرحت عدة آليات لمواجهته.
وأبرزت سكاي لاين في تقريرها إلى "إن اعتماد الأفراد على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار أدى إلى ظهور مصطلح الإعلام الجديد أو البديل والذي يعني استقاء الأفراد الأخبار والأحداث اليومية من مصادر بديلة عن الصحف أو القنوات التلفزيونية". حيث أكدت على أن هذا الأمر فتح المجال أمام أفراد وجماعات لاستغلال هذا الفضاء الواسع لنشر خطاب الكراهية والتحريض على العنف بشكل مدروس ومنظم وفي كثير من الأحيان عشوائي يقوم على أسس تحقق أهداف ومصالح الجهات التي تقوم بنشر تلك الأخبار والخطابات لأغراض سياسية واجتماعية متعددة.
وبينت المنظمة الحقوقية أنه على الرغم الدور الأساسي الذي لعبته مواقع التواصـل الاجتمـاعي فـي التفاعـل مـع الآخرين والتغيير الإيجابي والاســتفادة مــن تجــارب وخبــرات الآخرون، إلان أن التأثير الســلبي بــدأ يظهر دوره فــي مواقــع التواصــل الاجتماعي شيئا فشيئا لاسيما في نشر الثقافـات السيئة وبـث الكراهية والطائفية والنزاعـات المجتمعية القائمة على التفريق العنصري والديني وغيرها من الأمور السلبية.
وأشارت "سكاي لاين" إلى أن إنتشار خطاب الكراهية في المجتمعات غير المستقرة التي تعاني من انقسامات، إضافة للدول المستقبلة للاجئين والمهاجرين. أدت موجات اللجوء والهجرة المتكررة إلى تصاعد خطاب الكراهية ضدهم، حيث يستغل عشرات المستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي كأحد أهم المنصات الرئيسية في توجيه رسائل معادية للمهاجرين واللاجئين.مؤكدة على دور الحكومات ورجال السياسة في تنامي خطاب الكراهية عبر استخدامه من قبل أولئك السياسيين في الانتخابات من خلال التحريض على اللاجئين كوسيلة سهلة لتقديم حلول للمشاكل المعقدة مثل البطالة، وإسناد المشكلات المعيشية في ضعف فرص العمل وتراجع الأداء الاقتصادي للمهاجرين واللاجئين، الأمر الذي أدى –ولا زال- إلى تصاعد دعوات ترحيلهم.
تشدد مؤسسة "سكاي لاين" الدولية لحقوق الإنسان في نهاية تقريرها على أن تصاعد خطاب الكراهية بين أفراد المجتمع الواحد أو حتى بشكل دولي كما رأيناه في الدول المستضيفة للاجئين والمهاجرين أمر مقلق وله تبعات خطيرة لا يمكن إغفالها، وبالتالي يقع على عاتق الدول العديد من المهام الأساسية بدءًا من إعداد خطط مدروسة وبرامج تدريبية واضحة تتناسب مع كافة الأعمار والتي يجب أن تسعى من خلالها للتعريف بحرية الرأي والتعبير ومحدداته ومخاطر خطاب الكراهية وكيفية مواجهته.
وخلصت "سكاي لاين" في نهاية تقريرها إلى الدور الكبير الذي تتحمله مواقع التواصل الاجتماعي في تحديد سياساتها الصارمة تجاه ما يبث عبر منصاتها من ضرورة تفعيل الرقابة الحقيقية على المحتويات التي تشجع على نشر الكراهية مع مراعاة حماية حقوق الأشخاص بالتعبير عن آرائهم وقصر إجراءات تلك المواقع تجاه الأفكار التي تحمل دعوة على ممارسة العنف بأحد أشكاله أو المحتوى الذي يحمل إهانات عنصرية وألفاظ تهاجم أي فرد من الأفراد.